سلطت مجلة " vice" (أمريكية -كندية) الضوء على قصة نجاح الشقيقتين السعوديتين "دلال" و"دعاء الشويكي"، في الهروب من عائلتهما، والمعاناة التي تلاقيانها في الوقت الحاضر بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية لديهما، وذلك خلال مقابلة معهما من مقر اختبائهما في مدينة إسطنبول التركية.

وقالت المجلة، إن الشقيقتين أمضيتا 5 سنوات في التخطيط للهروب من السعودية، حتى حصلتا على فرصة مواتية أخيرا في أوائل شهر يوليو/تموز، عندما كانت عائلتهما تقضي فترة العطلة في تركيا.

وذكرت المجلة أنه عندما ذهب والدهما إلى حمام الفندق، طلب من زوجته الثانية، مراقبة الشابتين، وحينها أخبرت "دعاء" شقيقتها الصغرى، بارتداء حذائها، وجلبا هاتفيهما، ولم تأخذا حجابهما، وهربتا.

وقالت "دعاء" (22 عاما): "على الرغم من وضعنا القاسي الآن، ليس لدينا أموال، ولا أي شيء، فنحن نعتبر في الشارع، لكني كنت أضحك، وأقول لنفسي، انظري إلى ما قمت به.. وفي وقت لاحق، فهمنا خطورة الوضع، والكارثة التي نحن فيها".

وأشارت المجلة إلى أن الفتاتين كانتا تحاولان الهروب من حياة وصفتاها بالوحشية، وأكدتا تعرضهما للضرب بشكل منتظم ومنعهما من الذهاب إلى أي مكان دون وصي وحجاب كامل.

وتابعت الشقيقتان أنه بجانب ذلك كانتا على وشك أن يتم اجبارهما على الزواج من رجلين لم يلتقيا بهما قط من قبل، وكان فيهما رجل ضعف عمر إحداهما.

ولكن بعد أيام من هروبهما، وجدتا نفسيهما في أزمة أخرى، وهي محاولة البقاء على قيد الحياة في الشوارع في ظل عدم وجود جوازات سفر أو أموال، وكتابة نداءات يائسة لطلب المساعدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافتا: "في وقت لاحق فهمنا خطورة الوضع، والكارثة التي نحن فيها".

وأوضحت المجلة أن الشقيقتين كانت تسابقان الزمن، فإذا لم يعثرا على بلد لإعادة توطينهما، يمكن أن يعثر عليهما والدهما ويعيدهما إلى السعودية، وهناك سيواجهان العقاب، وربما الموت بسبب هروبهما.

وقالت "دلال" (20 عاما): شعرت بالخوف والتوتر، كل ما يمكنني التفكير فيه هو أن والدي سيظهر أمامنا فجأة".

وذكرت المجلة أنه في الوقت الذي ينكر فيه والد "دعاء" و"دلال" جميع مزاعم الإساءة وإجباره الشقيقتين على الزواج، وأنه لا يعرف السبب وراء هروبهما، تقول الشقيقتان إنه لم يكن بإمكانهما القيام بأشياء بسيطة عندما كانتا أصغر سنا، مثل مشاهدة التلفاز، أو اللعب في الخارج، وكان يتعين عليهما تغطية جسمها بالكامل، كما تحدثتا بأسى عن ذكريات الطفولة.

وفي هذا الصدد تقول "دلال": "ربما كان عمري 9 أو 11 عاما عندما جعلوني ارتدي الحجاب والنقاب وحتى العباءة، التي تغطي من الرأس إلى القدم، لم أعش طفولتي العادية مطلقا، في الخروج واللعب".

والآن وبعد مرور أكثر من شهرين على هربهما، لا تزال الشقيقتان تختبئان في إسطنبول، وتقضيان ما يقرب من 24 ساعة في اليوم في مكان سري.

ووفقا لـ"دعاء" و"دلال"، قالت السلطات التركية إن والديهما ومسؤولين سعوديين عرضوا دفع أموال لأشخاص للعثور على الشقيقتين، لإعادتهما إلى المملكة.

وذكرت المجلة أن القنصلية السعودية في إسطنبول رفضت الرد على طلبات للتعليق على القصة.

وقالت الشقيقتان إنهما تشعران بالرعب، وتظلان طوال الليل تحدقان في النافذة بحثا عن سيارات مشبوهة في المنطقة ربما تكون تابعة لعائلتهما.

وذكرت "دعاء": "أستيقظ كل ساعتين للتحقق من النوافذ وهاتفي الخلوي.. أشعر بخوف دائم، وأقول لدلال انظري إلى تلك السيارة التي مرت للتو ربما يكون والدنا فيها، هذه سيارة دفع رباعي سوداء كبيرة ربما يكون فيها شخص من السفارة (السعودية)". في إشارة إلى نفس القنصلية التي قتل فيها الصحفي "جمال خاشقجي".

وأضافت "دعاء": " أحلم كل ليلة أن أبي دخل علينا وعثر علينا".

وذكرت الشقيقتان أنهما لم تلتقيا أيا من أصدقائهما، لكن الكثير من النساء السعوديات في المملكة يحلمن بالحرية.

وأضافتا: "لا تقبل أي فتاة هذ الحياة (في السعودية) التي يسيطر عليها الرجال ولا اتخاذ أي قرارات بشأن حياتهن، حتى لو كانت تافهة لأن الرجل يتحكم في كل شيء ولن نقبل بهذا الوضع".

وأرسل إليهما أفراد العائلة والأصدقاء رسائل على "واتساب"، و"سناب شات" و"تويتر"، طالبتهما بالعودة إلى منازلهما، كما بعثت لهما زوجة أبيهم الثانية برسالة تطلب مقابلتهما في مصر حيث تعيش هناك.

وعلقت "دلال" على ذلك قائلة "هذا هراء"،  وأضافت "دعاء": "لست غبية للقيام بذلك".

وتابعت "دعاء": "أنا متعبة جدا. وأريد فقط أن أكون في أمان".

وذكرت المجلة أن الشقيقتين قالتا إن كل يوم إضافي تقضيانه في تركيا يعرض حياتهما للخطر، وإذا عثرت عليهما السفارة فلن تعودا للسعودية وسوف تنتحران.

وذكرت المجلة أن الفتاتين خططتا بالفعل للإقدام على الانتحار؛ لأن البديل، على حد قولهما، سيكون أسوأ.