اعتبرت منظمة حقوقية أن العمليات العسكرية التي شنها الجيش المصري ضد مسلحين في سيناء "تشوبها انتهاكات لحقوق تعليم الأطفال"، بعدما حوّل الجيش عشرات المدارس هناك إلى ثكنات وقواعد عسكرية خلال تلك الحملة، علاوة على استهداف عدد من تلك المدارس عبر القصف بالطائرات والمدفعية.
وقالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا، إن لديها صورا بالأقمار الصناعية ومقاطع فيديو وصورا وشهادات من أشخاص يعيشيون في بعض المناطق، تثبت أن "الجيش حول 37 مدرسة في سيناء إلى قواعد وثكنات عسكرية، فيا جرى تدمير عشرات المدارس الأخرى"، بحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان".
وتظهر صور الأقمار الصناعية "وجودا عسكريا في العديد من المدارس، والتي أصبح يعلوها أبراج الاتصالات، ناهيك عن التحصينات التي استحدثت في محيط هذه المدارس".
كما حصلت المؤسسة على صور لمدارس ابتدائية في منطقة رفح حيث "تم تدمير الأراضي الزراعية المحيطة بها، وتمركزت في محيطها عربات مدرعة عسكرية".
قرية المهدية جنوب رفح تضم مدرستين "اعدادية و ابتدائية" تخدم سكان القرية البالغ عددهم 16522 نسمة بحسب "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء".
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) March 30, 2023
توقفت الدراسة بمدارس المهدية مطلع عام 2015 بعد قصف الجيش للمدرسة الاعدادية بالطائرات الحربية والمدفعية عدة مرات بدايتها كان في مارس 2015 pic.twitter.com/f6xEWPwuXY
ونشرت المؤسسة عبر حسابها في "تويتر" عدة مقاطع مصورة تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له بعض المدارس في سيناء.
وقالت مؤسسة سيناء إن القوات المسلحة كانت تستهدف المدارس في حملاتها الأمنية "بشكل غير ضروري" وهو ما شكل "صدمة على مستوى المجتمع المحلي"، حيث رصد "تدمير 59 مدرسة" خلال الاشتباكات بين المسلحين والجيش المصري.
تكرر قصف المدرسة في اغسطس 2015، وفي عام 2018 دمر الجيش المدرسة بشكل كامل.
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) March 30, 2023
يذكر أن الجيش هجر سكان قرية المهدية في يوليو 2015، وأنشأ ارتكاز عسكري داخل مدرسة المهدية الابتدائيه ومازال قائم حتى كتابة هذه السطور، وبذلك تم تقويض العمليه التعليمية تماما بعد تدمير احدى المدارس واستخدام… pic.twitter.com/3AbEWHiJW7
وفي بعض الحالات "وضع مسلحون عبوات ناسفة داخل المدارس" لمنع القوات المسلحة من استخدامها أو الاستفادة منها.
المدير التنفيذي لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان قال للصحيفة إن القوات المسلحة تستخدم مدارس سيناء كقواعد عسكرية "لأنها غالبا ما تتكون من طابقين أو 3 طوابق، في حين أن معظم المباني في المنطقة عبارة عن طابق واحد الأمر الذي يمنح الجيش ميزة لوضع قناصين" في مناطق مرتفعة.
في إطار الهجمات المتفشية ضد التعليم في سيناء، قام عناصر من تنظيم داعش بتفجير مدرسة العوايضة الإعدادية صباح يوم الجمعة، 22 مايو 2015 بحجة أن استخدمها الجيش لفترة كنقطة ارتكاز ومراقبة. يذكر أن المدرسة خارج الخدمة من مايو 2015 حتى الآن. pic.twitter.com/EpClN1KboC
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) March 26, 2023
وحذرت المؤسسة من أن ترك الطلاب في مناطق بسيناء من دون تعليم يعني "تزايد الأمية".
ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت مصر محافظة شمال سيناء (شمال شرقي البلاد) منطقة خالية من الإرهاب، لافتة إلى مواصلة عملية التنمية، وإنشاء مدن سكنية جديدة فيها.
وكانت المحافظة شهدت في السنوات الأخيرة حملات أمنية واسعة، من قوات الجيش والشرطة، ضد تنظيمات مسلحة أبرزها جماعة "ولاية سيناء"، التي بايعت تنظيم "الدولة" أواخر 2014.
ومنذ عام 2018، وسع الجيش المصري سيطرته على المناطق الساحلية المأهولة في شمال سيناء بين قطاع غزة في الشرق وقناة السويس في الغرب، ما تسبب في تشريد الآلاف من سكانها، وخسائر في الأرواح والممتلكات.
ومع ذلك، استمرت هجمات متفرقة مع بحث المسلحين عن ملاذ في الصحراء الممتدة جنوبي الساحل واستخدامهم أساليب مختلفة مثل القنص أو زرع المتفجرات.