نشرت خادمة فلبينية مقطعًا مصورًا توثّق من خلاله مستوى مكان معيشتها داخل منزل أحد المواطنين في السعودية، وهو ما أثار تعاطفا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما فتح سيلا من المناقشات حول أوضاع الخادمات في السعودية خاصة، وفي منطقة الخليج بشكل عام.
وفي الفيديو، كشفت الخادمة الفلبينية وتُدعى «نارغيلينا منديز»، التي قامت بنشر المقطع عبر صفحتها على فيسبوك، كشفت المكان المخصص لها داخل منزل المواطن السعودي، الذي يبين الأحوال المتواضعة وغير الآدمية التي تعاني منها، كما تحدثت الخادمة عن تعرضها للإيذاء من قبل مخدومها، الذي كان يعمل ضابط شرطة في السابق، لكنه متقاعد الآن.
وأضافت «منديز» في الفيديو: «ضربوني أنا وزميلتي بالأمس، أتوسل إليكم أن تنقذوني».
ولم يقتصر التفاعل مع المقطع في الفلبين والسعودية فقط، لكنه امتد ليشمل متابعين ونشطاء من دول الخليج والعالم أجمع، وجاءت معظم التعليقات على الفيديو الأصلي باللغة العربية، التي انتقدت بعضها بشدة طريقة تعامل الخليجيين مع الخادمات، بينما لم تظهر تعليقات أخرى الكثير من التعاطف، وجاء في أحد التعليقات: «ربما سنخدمهم نحن يوما ما، هؤلاء الأجانب الذين نسيئ معاملتهم».
فيما قال آخر: «طبعا هذي مسلمة يعاملونها كعبدة وحتى كحيوانة! ويجلس ينافخ عليها وشغل طول ايام الاسبوع ولايوم اجازة ويكرفونها كرف .وكل شهر تطلب راتبها يكرشها ويقول الشهر الجاي! واذا جاء الشهر الجاي يعطيها راتبها ناقص منه مية ولا ميتين بأحسن الاحول ! والمعاملة الخايسة هذي تسببت بترك كثير من المسلمات والمسلمين الاسلام ! طبعا ماله داعي ندخل على موضوع الاغتصابات والتحرشات !!! ثم يدخل اليوتيوب ولاتويتر ويقول : اااااخ منكم يالارهابيين شوهتم الاسلام!».
بينما انتقد آخر أوضاع الخادمات قائلا: «اللي فهمته من الفيديو انها معترضه على المكان اللي عايشه فيه وتطلب النجده؟؟ انا رحت وشفت حياتهم وبيوتهم في الفلبين ... هالغرفه بالنسبه لها قصر. لافتًا: ما نشمت فيهم .. الله لايحدنا نعيش عيشتهم بس نقول الصدق .... عايشين هناك في غرف مبنيه من سعف النخل واشجار الخيزران ويجون هنا يسكنون بأحسن الاماكن ويتظلمون بعد».
واختتم الأخير قائلا: «المسلمون يتعاملون هكذا مع الفلبينيات المسلمات و من ثم يأتون ليقولوا : شوهوا صورة الاسلام !!! ألستم انتم من تشوهون صورة الاسلام ؟ الستم انتم من تنقلون هذه الصورة للغرب ؟ كم من غير المسلمين شاهدوا هذا الفيديو ؟ كم مسلم شاهد هذا الفيديو و ترك الاسلام من بعدها ؟ يا أمة ضحكت من جهلها الامم !».
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تعمل بنظام معين للعمالة المهاجرة يثير الجدل بشكل واسع، ويقتضي ما يسمى بـ«الكفالة»، الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة واسعة على حياة المهاجرين العاملين لديهم، فأصحاب العمل يملكون الحق في السيطرة على جوازات سفر العاملين وتأشيرات دخولهم للبلاد، الأمر الذي يجعل العاملين لديهم عُرضة لظروف سيئة من التعامل غير الإنساني.
وأعلن مجلس التعاون الخليجي هذا الأسبوع، عن قواعد جديدة للعمالة المنزلية، تنص على أن يكون يوم العمل 8 ساعات فقط والحصول على الإجازة السنوية وتعويضات عن العمل الإضافي ويوم واحد على الأقل إجازة في الأسبوع. كما تضمنت القواعد إعطاء الخدم الحق في العيش بعيدا عن أصحاب العمل والاحتفاظ بأنفسهم بجوازات سفرهم.
ولكن حتى يتم تنفيذ هذه التغييرات، فلا يزال النظام في صالح أرباب العمل، لدرجة أن العمال غالبا ما يخشون التحدث عن حقوقهم المشروعة وفق العديد من وكالات الأنباء والمنظمات الحقوقية.
ومن ناحيتها، في تطور تابع للحادث، قالت السفارة الفلبينية في جدة أن امرأة باسم «منديز» قد تم «انقاذها من مخدومها»، وهي تقيم حاليًا في مبنى القنصلية انتظارًا للحصول على تأشيرة خروج.
