فشل جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة تثير غضبا وخوفا في مصر.. لماذا؟

الاثنين 25 سبتمبر 2023 12:05 م

أعلنت مصر، الأحد، انتهاء الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة الذي عقد في العاصمة أديس أبابا بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا "دون تحقيق تقدم يُذكر"، وهو ما أثار غضبا وخوفا بين الناشطين عما سيشهده المستقبل في ملف النيل.

وكشف بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، أن الجولة التفاوضية "شهدت توجهاً إثيوبياً للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث في إطار العملية التفاوضية".

وأشار إلى أن أديس أبابا "مستمرة في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، وكذا الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب".

لكنه أوضح أن "الوفد التفاوضي المصري مستمر في التفاوض بجدية بناء على محددات واضحة"، مبيناً أنها تتمثل في "الوصول لاتفاق ملزم قانوناً على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الذي يحفظ مصالح مصر الوطنية ويحمى أمنها المائي واستخداماتها المائية، ويحقق في الوقت ذاته مصالح الدول الثلاث بما في ذلك المصالح الإثيوبية المٌعلنة".

وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية نقلت، السبت، عن رئيس فريق التفاوض الإثيوبي سيليشي بيكيلي قوله، إن هذه الجولة من المحادثات تجري بعد الانتهاء بنجاح من الجولة الرابعة من الملء وفقاً لإعلان المبادئ لعام 2015"، معرباً عن اهتمامه وأمله للتوصل إلى "تفاهم حول القضايا المعلقة".

وشدد بيكيلي على موقف إثيوبيا المتمثل بأن "الاستخدام العادل والمعقول لمياه نهر النيل، على النحو المنصوص عليه في إعلان المبادئ لعام 2015، هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لضمان الاستخدام العادل للنهر"، مضيفاً أن إثيوبيا "ملتزمة بالتوصل إلى حل تفاوضي وودي من خلال العملية الثلاثية الجارية".

ويعتبر مراقبون، أن استمرار إثيوبيا في عملية ملء سد النهضة في غياب الاتفاق اللازم، يعد "انتهاكاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، واستمرار للتصرفات الأحادية المخالفة للقانون الدولي".

من جهته، أكد وزير الري والموارد المائية السوداني المكلف ضو البيت عبدالرحمن منصور، "اهتمام السودان بهذه المفاوضات والتزامه بالتفاوض البناء بين الأطراف الثلاثة"، مشيراً إلى أنها تأتي "رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلاده"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السودانية.

وجاءت المفاوضات بعد أسبوعين من إعلان إثيوبيا استكمال المرحلة الرابعة والأخيرة من ملء خزان سد النهضة الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق، وهو ما تعارضه مصر والسودان.

وأمام ذلك، تصدر وسم "سد النهضة"، قائمة الأكثر تداولا في مصر، خلال الساعات الماضية، خاصة بعد تداول مقطع فيديو، وصف بـ"الكارثي"، لجفاف النيل الأزرق في السودان، مع توجيه رسالة لمصر بأن "القادم أسوأ".

وتساءل ناشطون عن الخطوات القادمة لمصر، في ظل إصرار إثيوبي على المماطلة.

وعبر ناشطون عن تعجبهم من إصرار السلطات المصرية في التفريط بحقوق البلاد في المياه، في ظل التمسك بالمسار التفاوضي، دون طرح أي وسائل ضغط.

فيما سخر آخرون مما يجري، لافتين إلى أن مصر لم يعد بيدها شيئا لتفعله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر إثيوبيا سد النهضة مفاوضات السودان النيل الأزرق

إثيوبيا تهاجم مصر: موقفها يقوض إعلان المبادئ بشأن سد النهضة

وسط جمود في المواقف.. انطلاق جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة