«طالبان» ضد خلافة «البغدادي»: «الدولة الإسلامية» محكوم عليها بالفناء في أفغانستان

الاثنين 22 يونيو 2015 11:06 ص

لقد نمت فروع «الدولة الإسلامية» المخيفة على المستوى العالمي، وامتدت لما وراء العراق وسوريا إلى حد كبير، متخذة شكل جماعات محلية استلهمت كل تحركاتها من «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وأعلنت مبايعتها الخليفة «أبو بكر البغدادي». وبات هناك الآن مجموعات مختلفة في أماكن مثل نيجيريا (بوكو حرام)، وليبيا وجنوب شرق آسيا فروعا للدولة الإسلامية.

ورغم ذلك؛ هناك مجموعة إسلامية قوية لم ترفض ولاية «الدولة الإسلامية» فحسب، ولكنها خاضت ضدها حربا قوية؛ إنها حركة «طالبان» في أفغانستان وباكستان. وتتجه طالبان لسحق «الدولة الإسلامية» تماما في أفغانستان.

وأعلنت «الدولة الإسلامية» في أفغانستان وباكستان عن تأسيسها يوم 26 يناير/كانون الثاني 2015 عندما أعلن قادة طالبان المنشقون عن ولائهم للبغدادي. تم تشكيل منطقة باسم «ولاية خراسان» الموالية للدولة الإسلامية. وخراسان مصطلح إيراني قديم لجزء كبير من أفغانستان اليوم وكذلك أجزاء من باكستان وإيران وآسيا الوسطى. كان معظم قادة طالبان الذين انضموا إلى «الدولة الإسلامية» من القيادات الوسطى غير الراضين والذين أبهرتهم مكاسب ونجاحات «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، بالإضافة إلى إحباطهم من زعيم حركة طالبان «الملا محمد عمر».

ومع ذلك، فقد نجحت حركة «طالبان» في التصدي لهذا التهديد الجديد. أولا: تمكنت حركة «طالبان» من الاحتفاظ بالتفوق العددي ضد «الدولة الإسلامية» في أفغانستان. عدد قليل من المقاتلين الأجانب يسافرون إلى أفغانستان نظرا لما يجدونه من مقابلة جافة من السكان المحليين الأفغان على أي حال. كما لم يكن هناك العديد من الانشقاقات لصالح «الدولة الإسلامية»، حيث تمكنت طالبان من الحفاظ على وحدة فصائلها المختلفة، وهو الموقف الذي يدعمه تنظيم القاعدة.

ثانيا: تمكنت حركة «طالبان» من تخفيف حدة النداء الأيديولوجي للدولة الإسلامية، وهو إنجاز ملحوظ نظرا لسجل «الدولة الإسلامية» الحافل من الدعاية بين الإسلاميين المتشددين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن «طالبان» تابعة أيديولوجيا للتفسير المتشدد للإسلام السني، إلا أنها إلى حد ما أقل تطرفا من التقاليد التي تتبناها «الدولة الإسلامية».

ورفضت حركة «طالبان» في كل من باكستان وأفغانستان «خلافة البغدادي» في منشور من ستين صفحة، ودعم تنظيم القاعدة في هذا المنشور. وبدلا من ذلك؛ فقد وُصف الملا عمر بــ«أمير المؤمنين»، وهو اللقب الذي يرافق عادة مع الخلافة. وهذا يتماشى مع نهج «أسامة بن لادن»، الذي أقسم من الناحية الفنية على الولاء للملا عمر.

ثالثا: وربما الأهم من ذلك؛ طالبان متجذرة في الثقافة القبلية المحلية في المنطقة، وبطرق عدة هي في تحالف مرتبط بقبائل البشتون (مع بعض الطاجيك الأفغان وحلفائهم البنجاب الباكستانيين) في جبال هندو كوش. وهذا يجعل من الصعب على «الدولة الإسلامية»، التي تسعى للعالمية، أن تطالب هؤلاء بالقتال معها لأسباب قومية. وترى طالبانأن  نضالهم محدود على المستوى الإقليمي، ولا تسعى للقتال في أماكن مثل سوريا. وفي الواقع؛ أرسلت طالبان مؤخرا رسالة إلى «البغدادي» محذرة «الدولة الإسلامية» بالابتعاد عن أفغانستان: «إن إمارة أفغانستان الإسلامية ومن منظور الأخوة الإسلامية في ديننا تتمنى لكم الخير، وليس لديها نية للتدخل في الشؤون الخاصة بكم. وعلى أساس المعاملة بالمثل، فإننا نأمل ونتوقع نفس الشيء منك». لقد كانت هناك عدة اشتباكات بين طالبان و«الدولة الإسلامية» على مدى الأشهر القليلة الماضية، وغالبا ما تكون اليد العليا لحركة طالبان.

رابعا: بدأت حركة «طالبان» تتعلم كيف تكون عملية بشكل كبير فيما يخص زيادة قاعدة دعمها، وخاصة بين الأقلية الشيعية في أفغانستان. على الرغم من أن «طالبان» كانت تضطهد الشيعة خلال فترة حكمها السابق في أفغانستان، فإنه باستثناء عدد قليل من المجازر، لم تكن هناك نية لدى طالبان بالإبادة الجماعية، والتي تعلنها «الدولة الإسلامية» ضد الشيعة. ومن المفارقات، أن الشيعة في أفغانستان، وخاصة شيعة وسط أفغانستان، تحولوا بالفعل إلى مساعدة «طالبان» ضد «الدولة الإسلامية». كما بدأت طالبان مشاورات أيضا مع عدوها السابق إيران لبحث آلية مشتركة للتصدي للدولة الإسلامية في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن إيران نجحت في التنسيق مع بعض الجماعات المناهضة للدولة الإسلامية، بعضها سني.

خامسا: لن تسمح باكستان التي كانت تدعم باستمرار، إن لم تكن تنسق أو تسيطر على طالبان أفغانستان، أن يُهزم حليفتها لتحل محلها «الدولة الإسلامية»، والتي هي أيضا عدو لباكستان. وليس لباكستان أي سيطرة أو نفوذ على «الدولة الإسلامية»، كما أنها لن تخدم أهداف باكستان في أفغانستان بأي شكل من الأشكال ليُسمح لها أن تكون بديلا لحركة «طالبان». وقد ثبت أن باكستان لديها القدرة والإرادة للحفاظ على حركة «طالبان» قوية واقفة على قدميها، وقد دعمتها بالفعل لتصمد لأكثر من عقدين من الزمان، ما جعلها على خلاف مستمر مع الولايات المتحدة التي كانت الطرف الآخر ضد «طالبان». ولن يكون الأمر مزعجًا بالنسبة لهم للحفاظ على حركة «طالبان» صامدة وقوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبعد كل هذا، فإنه يمكن القول إنه من المرجح أن «طالبان» سوف تسحق «الدولة الإسلامية» في أي معارك بينهما في أفغانستان. لكن ما يبقى موضع خلاف في حالة دخول «طالبان» و«الدولة الإسلامية» على خط الاقتتال ضد بعضهما البعض هو حرب «طالبان» ضد الحكومة الأفغانية، وكيف سيكون مصيرها. 

  كلمات مفتاحية

طالبان الدولة الإسلامية باكستان أفغانستان البغدادي

«طالبان» تعقد مباحثات مع نساء أفغانيات للتركيز على دور المرأة في المصالحة الوطنية

طهران تستقبل وفدا من «طالبان».. واتفاق تعاون بين الاستخبارات الباكستانية والأفغانية

مدير سابق لـ«CIA»: أفغانستان قد تتحول إلى ملاذ آمن لـ«الدولة الإسلامية»

«طالبان» تنفذ هجوما نوعيا على البرلمان الأفغاني وتسيطر على ضاحية «دشت» شمال البلاد

«طالبان» تواجه حنق «الدولة الإسلامية».. الطفل الجديد على مائدة المسلحين

«طالبان»: نسعي لإقامة علاقة طيبة مع إيران ونرحب بأي دور سعودي

ظل الخلافة: مخاوف من تمدد نفوذ «الدولة الإسلامية» في دول آسيا

مقتل قائد بارز بتنظيم «الدولة الإسلامية» في أفغانستان

مقتل الرجل الأول بـ«الدولة الإسلامية» في أفغانستان وباكستان

صحيفة: تفويض مكتب طالبان في قطر بمواصلة الحوار مع الحكومة الأفغانية

في تسجيل صوتي.. «الدولة الإسلامية» ينفي مقتل زعيم «ولاية خراسان»

مسؤول بالجيش الأفغاني: «طالبان» سيطرت على «منطقة مهمة» شمال غرب كابول

الرئاسة الأفغانية والمخابرات تؤكدان وفاة الملا «عمر» والبيت الأبيض يعتبره خبرا موثوقا

الملا «عمر».. نهاية غامضة لمقاتل عاش في عزلة

«سبوتنيك» الروسية: «البغدادي» أحبط محاولة انقلاب عليه وأعدم منفذيه

مسلحو «طالبان» يقتحمون سجنا ويطلقون سراح مئات السجناء وسط أفغانستان

6 مسلحين من «طالبان» يحررون 400 من سجناء الحركة بينهم 100 قيادي

تقرير أممي: «الدولة الإسلامية» يزداد نفوذا في أفغانستان على حساب «طالبان»

روسيا: نتواصل مع «طالبان» لقتال «الدولة الإسلامية»