شن الأمن المصري حملة اعتقالا واسعة على مدار أمس واليوم، قبل أيام من ظاهرات دعا إليها نشطاء في 25 أبريل/نيسان الجاري، ضد «التنازل» عن جزيرتي «تيران» و«صنافير»، للسعودية.
وقالت صفحة «الحرية للجدعان»، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم الجمعة، إن الأمن اعتقل العشرات من النشطاء، مشيرة إلى أن المعروف من المعتقلين حتى الآن 26 شخصا فقط.
واليوم الجمعة أيضا، اعتقلت قوات الأمن الناشط السياسي «هيثم محمدين»، المتحدث الرسمي لحركة الاشتراكيين الثوريين من منزله، ولم يستدل على مكان احتجازه حتى الآن.
وكان «عصام الأمير»، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون في مصر، قرر أمس الخميس، إيقاف برنامج «ثوار لآخر مدى» على شاشة «قناة القاهرة»؛ بسبب ما اعتبره «خروجا من أسرة البرنامج عن المهنية والحيادية»، و«عدم مراعاة الظروف المتعلقة بالأمن القومى».
جاء ذلك على إثر حلقة للبرنامج استضافت فيه مقدمته، «هبة عز العرب»، ضيفا دعا إلى تأسيس حركة على غرار «تمرد»؛ تتولى حملة جمع توقيعات من المواطنين تطالب بعدم التنازل عن جزيرتي «تيران» و«صنافير» في البحر الأحمر للسعودية، وبعدما دعت مقدمة البرنامج المواطنين للخروج في مظاهرات 25 أبريل/نيسان المقبلة التي ترفض «التنازل» عن الجزيرتين للسعودية.
وحسب جريدة الفجر المصرية الخاصة تضمنت قرارات « الأمير»، أيضا، تحويل أسرة البرنامج للتحقيق أمام النيابة الإدارية (مختصة بالتحقيق في المخالفات التي يرتكبها موظفي الدولة).
وتشهد مصر أوضاعا اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، وتوترات سياسية تفاقمت خلال الشهر الجاري؛ على خلفية توقيع القاهرة والرياض اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود البحرية بينها، والتي تضمنت القول بـ«حق» السعودية في جزيرتي «تيران» و«صنافير» في البحر الأحمر، واللتين كانتا تقعان تحت السيادة المصرية.
وللمطالبة بالتراجع عن هذه الاتفاقية، نظمت قوى شبابية وسياسية من توجهات مختلفة احتجاجات حاشدة في العاصمة المصرية القاهرة ومدن أخرى، الجمعة الماضية، تحت عنوان عنوان: «جمعة الأرض».
وتصاعدت مطالب المشاركين في هذه المظاهرات إلى المطالبة بـ«رحيل» الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي» عن الحكم، بينما يتصاعد حشدهم في الوقت الراهن لمظاهرات مماثلة في الـ25 من شهر أبريل/نيسان المقبل.
وتبريرًا لموقفها من القول بأحقية السعودية في الجزيرتين، قالت الحكومة المصرية، في بيان سابق، إن «العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود، كان قد طلب من مصر في يناير/كانون الثاني 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له، وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ».
الرياض من جانبها أكدت حقها في الجزيرتين؛ حيث قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، خلال لقائه عددا من المثقفين والكتاب والإعلاميين المصريين بمقر السفارة السعودية في مصر، مؤخرا، إن الجزيرتين سعوديتان، لافتا أن جميع الحكومات المصرية منذ عهد الملك فاروق وحتى الحكومة الحالية تعترف بذلك.