"المتمردون الشيعة" قادة اليمن الجدد

الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 02:10 ص

صنعاء عاصمه اليمن، أفقر وربما أكثر الدول غير المستقره بشكل مزمن في العالم العربى، لديها ساده جدد. فالمتمردون الشيعة (الحوثيون) المناهضون للولايات المتحده يحرسون نقاط تفتيش ويجوبون الشوارع في شاحنات صغيره مزوده بمدافع مضاده للطائرات. ويسيطر المقاتلون علي جميع المباني الحكوميه تقريبا، من المطار والبنك المركزي وحتي وزارة الدفاع.

عدد قليل من ضباط الشرطه والجنود تركوا في الشوارع. ولصق المقاتلون الحوثيون في المدينه منشورات تعلن شعارهم - “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنه علي اليهود، والنصر للإسلام” - وهو أحد أشكال شعار إيراني شعبي غالبا ما يهتف به المسلحون الشيعه في العراق وأنصار حزب الله اللبناني.

وبينما انصب تركيز العالم علي محاربه متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، شهدت اليمن في الطرف الجنوبي من شبه الجزيره العربيه ثورانها المفاجئ الزلزالي الخاص بها، وذلك عندما اجتاح الحوثيون صنعاء قبل أسبوعين.

الآن الحوثيون، الذين يعتقد الكثيرون أنهم مدعومين من إيران، يستعدون ليصبحوا النسخة اليمنيه من حزب الله الشيعي في لبنان، سماسره السلطه الكبار المهيمنين علي الحكومة ويديرون بشكل فعلي دولة داخل الدولة.

ويهدد استيلائهم علي العاصمه أيضا بجلب رد فعل عنيف من السُنة، ما يخلق معركه طائفية من شأنها تعزيز فرع تنظيم القاعدة في اليمن، والذي تقاتله الولايات المتحده منذ سنوات بالطائرات دون طيار بالتنسيق مع الجيش اليمني.

ويمكن لصيحة استنفار للقتال ضد القوة الشيعية أن تحول اليمن إلى نقطه جذب للجهاديين السنة من مختلف أنحاء المنطقة، مثل سوريا والعراق.

في الأسبوع الماضي، صدم انتحاري تابع لتنظيم القاعدة سياره مفخخة في مستشفي يستخدمها الحوثيون في محافظة مأرب، ما أسفر عن مقتل شخص واحد.

وتعهدت الجماعة، المعروفة باسم تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، بمحاربة الحوثيين، ودعت السنه الآخرين لتقديم الدعم لها.

وقال تنظيم القاعدة في بيان مخاطبا الحوثيين «إننا نقول للرافضة، جئناكم بما لا طاقة لكم به، نحمل أرواحنا علي أكفنا، والله الذي لا يحلف إلا به، لنجعلن ليلكم نهارا وصبحكم نارا، ولترون أشلاءكم تتناثر ورؤوسكم تتطاير«.

أما الرئيس «عبد ربه منصور هادي» المدعوم من الولايات المتحده فهو عاجز إلي حد كبير، ويكافح من أجل تشكيل حكومة جديده لتلبيه مطالب الحوثيين.

وتشعر المملكة العربية السعودية المجاوره بالقلق باحتمال وجود قوة محتملة موالية لايران علي حدودها.

«جمال بن عمر»، مبعوث الأمم المتحده الخاص الذي يتوسط بين الحكومه والحوثيين والفصائل الأخري، حذر من أن «الاستيلاء علي صنعاء من قبل الحوثيين سيتردد صداه علي نطاق واسع في اليمن والمنطقة».

وقال «سيتم الآن النظر لليمن علي أنها مرتبطة بالأوضاع الأخري في المنطقة، بمشاركة إقليمية ودولية».

الحوثيون، الذين يسمون أنفسهم «أنصار الله»، هم اتباع الطائفة الزيدية، وهي فرع من الإسلام الشيعي التي يكاد ينحصر وجودها في اليمن وتشكل نحو 30% من سكان البلاد. وحكم الزيديون مساحه كبيره من شمال اليمن لقرون. وسعى الحوثيون إلي إحياء الهوية الزيدية. والحوثيون هم داعموا «آل الحوثي»، وهي عشيره تدعي النسب إلي النبي «محمد» (صلي الله عليه وسلم).

والمتمردون، الذين يقودهم حاليا «عبد الملك الحوثي» (33 عاما) ، خاضوا سلسله من الحروب الأهليه منذ منتصف العقد قبل الماضي في معقلهم في صعده شمال صنعاء. وفي عام 2011، سيطروا بشكل كامل علي محافظة صعده.

ولكن التقدم هذا العام كان مذهلا. فقد اجتاحوا الجنوب، وهزموا رجال القبائل السنية الموالية لحزب الإصلاح السني المحافظ، وفي يوليو/تموز استولوا علي محافظة عمران، التي تحد العاصمة. وبعد ذلك اجتاحوا العاصمة نفسها في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، حيث انهار الجيش إلي حد كبير.

ويقدم الحوثيون أنفسهم علي أنهم يسعون إلي تحقيق أهداف انتفاضة الربيع العربي عام 2011 التي أدت للاطاحه بالمستبد «علي عبد الله صالح». كما أنهم يرفضون اتفاقا توسطت فيه دول خليجيه أسفر عن تنحي «صالح» وأخذ «هادي» مكانه، وذلك لأنه يقسم إلي حد كبير السلطة بين أنصار «صالح» وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو فرع جماعه الإخوان المسلمين في اليمن.

وبدلا من ذلك، كما يقولون، يريدون حكومة موسعة تضم حركتهم واليمنيين الجنوبيين، الذين سعوا طويلا للاستقلال. ويريدون تنفيذ خطة توصلت إليها الأحزاب السياسية في يناير/كانون الثاني لمنح مزيد من الحكم الذاتي لمناطق اليمن.

وقال «أبو علي الحاكم»، القائد الذي قاد هجوم الحوثيين علي صنعاء «نحن لسنا جماعه معزوله عن بقيه البلاد. نحن جزء من النسيج الاجتماعي»، متحدثا بينما كان يزور مقر الفرقه المدرعه الأولي الذي استولوا عليه والتابع الجيش، وهو سلاح للنخبه ذو صلات وثيقه مع حزب الإصلاح. وقادت الفرقه حملات الجيش ضد الحوثيين.

وقال الحاكم صغير الحجم بعدما استقبله مقاتلوه استقبال الأبطال «ليس فقط الحوثيين الذين يسيطرون علي صنعاء الآن، إنهم اليمنيون من كل مكان».

وسارع الحوثيون لاستغلال المظالم الموجوده علي نطاق واسع لاظهار انفسهم كبديل عملي.

وقال «فرج الرعيني»، وهو مدرس من محافظه عمران ذات الأغلبيه الزيدية «أنا وعائلتي نشعر بأننا أكثر أمنا الآن ... حل الحوثيون العديد من المنازعات وأزالوا العديد من المظالم، إنهم ينفذون النظام بدقة».

ومع ذلك، ليس كل الزيديين يدعمون المتمردين، ومن المرجح أن يؤدي الاستيلاء علي العاصمه فقط إلي استقطاب البلد ذي الحكومة المركزية الضعيفة بشكل مزمن. فجزء كبير من البلاد خارج سيطرة الحكومة، التي تعاني من الانقسامات القبلية وعنف متشددي القاعدة والفساد المتفشي والفقر الشديد الذي يولد الاستياء أو التمرد.

ويتعقد المشهد بشكل أكبر مع وجود الخصومات السياسية. ويتهم أنصار «هادي» منذ فترة طويلة الموالين لـ«صالح» - الذين لا يزالون يشغلون مناصب رئيسية في الجيش وقوات الأمن والحكومة-  بتقويض سلطة «هادي» في محاولة للعودة الي السلطة.

ويعتقد علي نطاق واسع أن «صالح» والموالين له في الجيش ساعدوا الحوثيين بالتنحي جانبا عندما اجتاح المقاتلون صنعاء.

ونفي «علي العماد»، وهو مسؤول حوثي كبير، وجود أية “تفاهمات” جرت مع معسكر «صالح»، لكنه اعترف في مقابلة مع «الأسوشيتد برس» أن الجانبين - وهما خصمان لدودان في ست حروب بين عامي 2004 و 2010 - تشاركا «مصالح متبادلة مؤقتة».

المصدر | حمزة هنداوي، واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

صنعاء اليمن الحوثيين

اجتياح الحوثيين لصنعاء!

هكذا سقطت صنعاء في يد الثورة المضادة وإيران

السعودية والحوثيون... ما لا يُدرك كله لا يُترك جله

إيران تبسط نفوذها على اليمن والخليج الخاسر الأكبر

«واشنطن» تندد بـ«الحوثيين» في اليمن وتعرض دعمها لحكومة «هادي»

هادي يكلف مدير مكتبه «أحمد بن مبارك» ​برئاسة الوزراء والحوثيون وعلي صالح يرفضون

تنظيم القاعدة يبث تسجيلا مصورا لعملية إعدام 14 حوثيا

الحوثيون: من المنفى إلى صناعة الملوك

بعد «الحديدة» و«ذمار»: مليشيات «الحوثيين» عينها على «باب المندب» ونفط «مأرب»

اليمن.. ضعف الدولة وغياب السياسة

الحوثيون يتراجعون عن رفع مخيماتهم من صنعاء لحين أداء «خالد بحاح» اليمين الدستورية

مسار الربيع العربي في اليمن

أسئلة حول صمت السعودية عن سلوك «الحوثيين»

جماعة «الحوثي» اليمنية تدشن عهد "دولنة" الميلشيا

تحالف قبائل اليمن: ميليشيات الحوثي أعدت قائمة اغتيالات لمعارضيها

النكسة في اليمن: تقدم الحوثيين كابوسٌ للسعودية

اليمن الحزين !

«الحراك الجنوبي» يستعد لـ«جمعة الغضب» للمطالبة بالانفصال عن اليمن

المشهد السياسي في اليمن ما زال مجهول المعالم

الحاضر في التاريخ .. قصة الإمامة الزيدية في اليمن

اليمن: تزايد نزعات التشدد لن يكون في صالح الاعتدال

«الحوثي» يخطط للسيطرة على «تعز»

توسع الحوثيين يضع اليمن على شفا حرب أهلية

اشتباكات مع ميليشيات الحوثييين تعطل الملاحة في مطار صنعاء

اليمن كعنصر في حسابات الصراع السعودي الإيراني

أنباء عن لقاءات سرية تجمع بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين

هل ثمة مسألة سنية في المشرق العربي؟

الرئيس اليمني يعيد 8 آلاف ضابط إلى الجيش والأمن والاستخبارات

الرئاسة اليمنية تنفي وجود «مبادرة خليجية» لتشكيل «اتحاد فيدرالي يمني»

الوضع في اليمن لا يسر السعوديين

مفاوضات مع الحوثيين لضم مسلحيهم للجيش والشرطة.. وتهامة وسبأ تطالبان بالمثل

المركزي اليمني لا يتوقع طلب السداد المبكر لقرض سعودي بقيمة مليار دولار

في اليمن .. عدو «القاعدة» الأكبر ليس صديقا أمريكيا

اليمن بين إملاءات السلاح وفرص الشراكة

قراءة في ”أوراق الشاي“ السعودية في اليمن

الحكومة اليمنية تواجه ”أغلبية صالح“ ... وموقفها من العقوبات الدولية شرط منحها الثقة

الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي على أبواب صنعاء

مساعي إيرانية للإطاحة بالرئيس اليمني «هادي» والاتفاق على خارطة طريق جديدة

«أنصار الشريعة» يشعلون 4 محافظات يمنية تحت أقدام «أنصار الله»!

اليمن تحت سيطرة الحوثيين

«التجمع اليمني للإصلاح» يدعو ميليشيات الحوثيين إلى تسليم الممتلكات التي استولوا عليها

الرئيس اليمني يعزز من نفوذ «الحوثيين» بتعيين مواليا لهم نائبا لرئيس هيئة أركان الجيش

جذور الاضطراب اليمني .. اجتماعية وليست طائفية

خيارات السعودية في اليمن الجديد

«ستراتفور»: اليمن لم يعد قادرا على الوجود كدولة دولة بالمعنى التقليدي

«الدولة الإسلامية» يقرر إعلان ولاية اليمن خلال أيام للتصدي لـ«الحوثيين»

نيويورك تايمز: الحوثيون يمدون صلاتهم بالخارج بينما يكرسون سلطتهم في اليمن

اليمن في انتظار الصراع الطائفي: التمدد «الحوثي» يدفع القبائل إلى احتضان «القاعدة»

ضباط وجنود اللواء 115 مشاة بمحافظة الجوف يتمردون على قرارات «الحوثي»

لماذا ينبغي تجنب الحرب بالوكالة في اليمن؟

«واشنطن بوست»: ماذا وراء الأزمة السياسية الراهنة في اليمن؟

مجلس الأمن يشيد بعودة «الرئيس الشرعي» في اليمن إلى التحرك بحرية

«مجلس العلاقات الخارجية»: خمسة أسئلة حول صعود الحوثيين في اليمن

أمين حزب العدالة والبناء اليمني: الدور الخليجي تسبب في سقوط اليمن بيد إيران

اللعبة الإيرانية في اليمن

«هادي» يتهم الحوثيين بمحاولة فرض المذهب الإثنى عشري في اليمن بقوة السلاح

«ميدل إيست آي»: المملكة العربية السعودية تعود إلى سياستها التقليدية في اليمن

يكذبون كما يتنفسون

«المقاومة الشعبية» وجنود بجيش «هادي» يسيطرون على مواقع للحوثيين في تعز

هروب 1200 سجين من سجن باليمن بينهم مشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة»

عن الزيدية السياسية

أنباء عن رفض «بحاح» قرارات «هادي» والرئاسة اليمنية تنفي

«العلماء المسلمين الجزائريين» تحذر من بسط النفوذ الشيعي بالعالم الإسلامي